--خرج العرب من جزيرة
العرب بعد ندرة الماء و الكلأ
فيها… --خرج العرب قاصدين أرضي جديدة يكثر فيها الخير, فمنهم من اتجه جنوباً قاصداً اليمن و الباقي اتجه شمالاً و هؤلاء قصدوا أراضي مختلفة كمصر و بلاد الرافدين و حوض المتوسط الشرقي . لكن العرب لم يكونوا مجرد ضيوف على الأراضي الجديدة التي استوطنوها بل – و الحمد لله – ما وطئ العرب أرضاً الا و بنوا فيها حضارة عظيمة و الآثار هي أفضل شاهد على ذلك . ففي اليمن بني سد مأرب و في مصر الأهرامات وفي العراق الحدائق المعلقة كما أحال الفينيقيون المتوسط بحيرة فينيقية ووضع حمورابي التشريع الأول و لكن يبقى اختراع الأبجدية هو الأجدر بالذكر و هذا تم في أوغاريت على الأراضي السورية. --كانت تلك أراضي العرب و وطنهم الأول – بلاد الرافدين و الشام و مصر و شبه الجزيرة بالطبع- لكن الامتداد الحضاري أكسب العرب أراضي جديدة و هي مصر الجغرافية حتى منابع النيل و بعض الأراضي من آسيا الوسطى و أوربة الشرقية و سواحل أفريقيا الشمالية. --لكن ظهور قوتين عالميتين جديدتين هما الدولتين الرومانية و الفارسية أدت إلى انصهار تلك الحضارات العظيمة في بوتقة الحضارتين المذكورتين مع حضارات أخرى عديدة. فعاش العرب تحت لواء الدولتين الفارسية و الرومانية. و بقي العرب في شبه الجزيرة العربية أحراراً و لكنهم كانوا متفككين متصارعين مختلفين في قبائل متنازعة إضافة إلى عبادتهم الأصنام. --استمرت فترة الخمول الحضاري العربي حتى ظهور الإسلام الذي وحد العرب تحت لواء الدعوة الإسلامية , و بدأ العرب بذلك حقبة زمنية مجيدة بدأت بتحرير أراضيهم من الرومان و الفرس و فتح أراضي جديدة و نشر دين الله الإسلام فيها. و بلغت الدولة العربية الإسلامية في ذلك الوقت أوج اتساعها حيث امتدت من الهند و السند إلى سواحل أفريقيا الغربية طولاً ومن الأندلس و القسطنطينية إلى منابع النيل طولاً . و انتشرت الحضارة العربية الإسلامية إلى جميع بقاع العالم ، تلك الحضارة التي لم تترك مجالاً للبحث إلا وبحثت فيه من الطب و الهندسة إلى اللغة و الموسيقى… --لكن الدولة العربية بدأت تتفكك و بدأت الدولة الكبيرة تتمزق إلى دويلات صغيرة متفرقة متنازعة فيما بينها مما عرضها لأطماع دول مجاورة ناشئة ، و انتهت الفترة العربية الإسلامية باجتياح المغول و الأتراك و الفرنجة لدويلات العرب… و بذلك بدأت فترة انحطاط جديدة للعرب و استمر الاحتلال الأجنبي- الذي كان بمعظمه عثمانياً - طويلاً حتى ظهرت قوة أوربية جديدة . هذه القوة الجديدة وعدت العرب باستقلالهم إذا ما ساعدهم العرب ضد أعدائهم ، لكن الأوربيون خلفوا بوعودهم و احتلوا الأراضي العربية بدل تحريرها . --و عرف الأوربيون من أين تؤكل الكتف و علموا أن مقتل العرب في فرقتهم … فقام الإنكليز و الفرنسيين بتقاسم الأراضي العربية وفق معاهدة ساس- بيكو المشؤومة بعد أن احتل الأسبان و الإيطاليين أراضي عربية أخرى من الوطن العربي . --لكن العرب بالرغم من تلك الحدود التي رسمها الاستعمار قاموا بثورتهم في كل الدول العربية المحتلة و أخذت الدول العربية تنال استقلالها تباعاَ حتى تحرر الوطن العربي بكامله إلا دولة وحيدة و هي فلسطين لم تنال حريتها حتى الآن بعد أن زرعت بريطانيا إسرائيل في الأراضي الفلسطينية و بالرغم من قرار الأمم المتحدة و المعروف بفرار التقسيم لم تنال فلسطين حريتها . --لكن الوطن العربي بالرغم من تحرره سياسياً إلا إن الاستعمار الغربي ترك الوطن مفككاًَ و ترك فيه احتلالاً اقتصادياً لم يتحرر منه العرب حتى الآن |
www.arab.net : ArabNet
صفحة البدء - ارتباطات - تسجيل / زيارة سجل الزوار - ألبوم الصور - حول الموقع
محمد وياسر حمصي 1999