مدينة حلب الشهباء


 

   

كتبها جلال المنتصر بالله

تاريخ مدينة حلب

-بين مخاضات الفرات والبحر وعلى البوابة الشمالية لسورية تربض حلب الشهباء متفردة عن الداثرات والشاخصات والعامرات بأن في موقعها تكمن ثلاث وجودات ماتزال تشخص إلى اليوم تاريخاً وعمراناً وسكاناً هي

1-حلب العصر الحجري

2-حلب القديمة

3-حلب الحديثة

--ومنذ مملكتها الأولى يمحاض وحتى العصر الحاضر مرت حلب بمراحل حضارية وثقافية، وأدت دورها في مسيرة الحضارة الإنسانية.

--تشير أغلب المصادر إلى أن باني حلب الأول هو بلوكوش الموصلي أحد ملوك أشور وتحدد فترة حكمه 3962 سنة لآدم أبو البشر.

--أما أقدم ذكر لحلب فيعود إلى ما قبل القرن الخامس والعشرين قبل الميلاد في عهد ريموش بن سارغون الأكادي 2530-2515ق.م.

--ومع انتشار المسيحية أصبحت حلب مركزاً فكرياً ودينياً كبيراً صارت أبرشية كبيرة واحتل أبناؤها مناصب دينية عالية. بعد هزيمة هرقل في معركة اليرموك 636م امتد الفتح الإسلامي إلى حلب وسلمت المدينة أهلها وأحياءها ومؤسساتها وتحصيناتها بموجب معاهدة صلح.

--لأول مرة منذ زمن الحثيين تصبح حلب عاصمة دولة وذلك على يد سيف الدولة الحمداني عام 944م فقد تخلصت من التبعية الفاطمية ، وامتد نفوذها ليشمل سورية الشمالية وأنطاكية وتخوم طوروس وجزءاً من العراق.

--الكارثة الكبرى التي حلت بالمدينة كانت عندما اقتحم نقفور فوكاس المدينة عام 962م حيث تعرضت المدينة للخراب والتدمير والحرق والقتل. وتلقت المنطقة ضربة أخرى من نقفور عام 967م بعد موت سيف الدولة كانت القاضية بالنسبة للدولة الحمدانية.

--ثم كان هجوم الفرنجة الصليبين على حلب عام 1124م . ثم اقتحم المغول حلب عام 1260م.

--في عام 1516 وبعد اندحار المماليك أمام العثمانيين أصبحت حلب ولاية تابعة للحكم المركزي في الأستانة ولأهميتها لم يعين لها والٍ إلا إذا كان عثمانياً وموثوقاً به.

--أما النشاط التجاري فقد كان في تنامٍ مطرد وخصوصاً في أثناء الحكم العثماني حيث لم تتعرض حلب لأي غزوات وبقيت هادئة مستريحة .فأقامت علاقات تجارية واسعة مع أوروبا التي فتحت وكالات تجارية دائمة لها متخذة من الخانات مقراً لجالياتها ( البنادقة في خان البنادقة ، الانكليز في خان الجمرك ، الفرنسيين في خان الحبال ، البلجيك في سوق النحاسين).

--فاقت حلب جميع مدن الخلافة العثمانية بما فيها إستانبول نفسها وذلك كسوق رئيسية للشرق كله وعقدة طرق التجارة العالمية مابين الخليج العربي والأستانة وشرق المتوسط.

--كانت حلب من أوائل المدن في الخلافة العثمانية التي تمتعت بوسائل الحضارة الحديثة ، فقد تم تنوير الشوارع في الأحياء وتنظيم البرق والبريد والاهتمام بالنظافة العامة وإنشاء المستشفيات والمدارس وتنظيم الإدارات والدوائر الرسمية وهي أول مدينة عربية دخلت إليها الطباعة وتم طباعة الكتاب المقدس فيها قبل إدخال الطباعة إلى مصر عن طريق حملة الفرنسيين على مصر بقيادة نابليون.

--كرّمها الملوك وسكنها أرسطو وأحب هواءها الاسكندر المقدوني وسمّاها الملك جوليان اللؤلؤة ووردت في شعر شكسبير مرتين إنها مدينة حلب الشهباء

 

قلعة حلب

من أهم معالم حلب قلعتها. قيل إن بانيها هو سلوقس نيكاتور ، لكن ما وجد فيها من آثار كالمعبد الحثي المكتشف وغيره... يؤكد أن تل القلعة كان مركزاً دينياً هاماً للمدينة تجمعت فيه معابد للآلهة : حدد ، شمش ، سين، عشتار، هيبت ، أتار غاتيس. وأنه أضحى أكربول المدينة في العهد الهيليني ثم أصبح القلعة العسكرية المنيعة في العصور الإسلامية.

تقع القلعة في قلب مدينة حلب القديمة على جبل مشرف على المدينة ، ممنعة بسور ويحيط بالقلعة خندق دفاعي عميق كان يُغمر بالماء وكان لها بابان . رممها أبو عبيدة بعد الفتح بسبب زلزلة أصابتها قبله. حصنها الملك غازي بن صلاح الدين ثم خربها المغول تخريباً شنيعاً وأحرقوا مقام ابراهيم فيها كما خربها تيمولنك. إلى أن جاء الأمير سيف الدين فأمر ببنائها.

كان يوجد فيها عشر مساجد وفرن ونحو مئة دار وحمامات حتى كان زلزال 1237هـ حيث هدم أكثر ما فيها من الدور فهجرها سكانها إلى البلدة.

 


 

ارتباطات


صفحة البدء - ارتباطات - تسجيل / زيارة سجل الزوار - ألبوم الصور - حول الموقع

محمد وياسر حمصي 1999